كل ما تريد عرفته عن تخصص التمريض .العديد من التخصصات الطبية تروق للطلبة الشغوفين بالطب كل عام. فمنهم من يمتهن الطلب بشكلٍ عملي.
ومنهم من يمتهن الصيدلة كي يصنع للأطباء أدويتهم الثمينة. لكن بين هذا وذاك يوجد نوع مُعين من الطلبة يُحب أن يمسك العصا من المنتصف، ويتقدم إلى كلية تساعده عبر الحصول على المعرفية النظرية من جهة، والعملية من أخرى.
وليس في تخصص واحد فقط، بل في التخصصين كليهما. وهذا التخصص الوسطي هو تخصص التمريض. وفي النهاية بينما الطبيب يتفاعل مع المريض في غرفة الكشف وغرفة العمليات، أنت تتفاعل مع المريض في المرحلة التي تتوسط الكشف والتجهيز للعملية، فأنت هنا مُمرض، والمُمرض يحافظ على حياة المريض بأي ثمن.
المواد الأساسية للتمريض التي تدرسها في العام الأول هي التي تكون قاعدة معرفية هامة جدًا للسنوات التالية. ففي السنة الأولى أنت تدرس مادة (أساسيات التمريض – Nursing Essentials)، وهذه مادة مستمرة على مدار العام وتكون أكبر المواد من حيث الكم، وأكبرها من حيث عدد الأساتذة الجامعيين الذين يقومون بتدريسها. وتلك المادة لها فصول عملية بجانب الشرح النظري. وأيضًا تدرس مادة (أخلاقيات التمريض – Nursing Ethics)، وفيها تتعامل نظريًّا مع أخلاقيات مهنة التدريب، فتدرس فيها حقوق المُمرض والمريض على حدٍ سواء. وأخيرًا تدرس مادة (التشريح – Anatomy)، وهذه مادة هامة جدًا، ففيها تدرس التركيب العضلي والعضوي لجسم الإنسان، فبالتالي تتعامل مع أجساد المرضى بحذر ودقة.
سجل في منحة كلية ابن سينا للعلوم الطبية
وبين هذا وذاك أنت تدرس العديد من المواد البينية والوسطية الأخرى. فبالإضافة إلى ما سبق أنت تدرس أيضًا مادة (فسيولوجيا الحيوان – Animal Physiology)، وفيها تتعامل مع الدم والخلايا وأجهزة الكائن الحي. ومادة (المايكروبيولوجيا – Micro Biology)، وفيها تتعامل مع البيكتريا والكائنات المجهرية. وهذا بجانب دراسة الطفيليات، علم النفس، السلوك الإنساني، وبعض المواد النظرية الأخرى.
بعد دراسة التمهيد العلمي في السنة الأولى، تبدأ التخصص من السنة الثانية في أحد أقسام الكلية لمدة ثلاثة سنوات كاملة، وبعدها تحصل على سنة امتياز عملية. وتلك الأقسام هي التمريض الباطني الجراحي، تمريض صحة الأم وحديثي الولادة (النساء والتوليد)، تمريض الأطفال، إدارة التمريض، تمريض الصحة النفسية، تمريض صحة المجتمع والمسنين، الحالات الحرجة والطوارئ، تمريض صحة البالغين.
يعتبر التمريض من أكثر المهن إنسانية ومسؤولية في ذات الوقت، ولا بد أن يتمتع الممرض بقدرة عالية على التواصل مع الآخرين وأن يملك الرغبة التي تدفعه لمساعدتهم والاستماع لهم لفهم آلامهم والتفاعل معهم، ولو لم يكن قادراً على علاجهم كما الطبيب لكن الحاجز الذي يكمن بين المريض وطبيبه يكسره الممرض فيشعر المريض بالراحة معه ويخبره بأمور ربما لا يخبرها للطبيب.
في بعض الدول أهمية الممرض من أهمية الطبيب ورغم أنه لا يحق له وصف العلاج لكنه يملك قاعدة معرفية واسعة عن الأمراض وعلاجها والتعامل معها.
1- العمل في القطاع العلاجي والتأهيلي بالمستشفيات الحكومية أو الخاصة، وكذلك بمراكز التأهيل والعلاج الطبيعي لضحايا الحوادث أو الأمراض العصبية.
2- العمل في القطاع الوقائي. والقطاع الوقائي يشمل العديد من الهئيات والمنظمات الفرعية مثل مراكز الأمومة والطفولة، مراكز تنظيم الأسرة، مراكز التدريب والتثقيف الصحي للموظفين والعامة، وأيضًا مراكز البحوث العلمية. وآخر نوع من المراكز على وجه الخصوص يساعدك في عمل دراسات عُليا بعد التخرج.
3- العمل في القطاع التعليمي. وهذا يشمل كلًا من المنظمات التمريضية التعليمية، والمدارس أيضًا. فيمكن أن تعمل بكلية التمريض ذاتها، المعاهد الفنية الصحية، المعاهد الفنية للتمريض، وكذلك المدارس الثانوية الفنية للتمريض. وخصوصًا أن الدول العربية فاتت تُولي اهتمامًا كبيرًا للمعاهد الفنية على وجه العموم. كما أنه يمكنك الحصول على دبلومة في العلوم التربوية والعمل كمُعلم صف لمادة الأحياء أو الكيمياء في بعض المدارس الخاصة، بل والتقدم إلى وظيفة مُعلم بالمدارس الحكومية أيضًا.
الدراسات العُليا بعد التخرج هي مسعى كبير وهام للعديد من خريجي الكلية بالفعل. فيُمكنك أن تشرع في القيام بدبلومة مهنية أولًا، ثم القيام بماجيستير، وبعده تقوم بعمل دكتوراه. وتلك الأخيرة تؤهلك للحصول على الزمالة التمريضية.